ممدوح الطناشى
مرحبا بك عزيزى الزائر نتمنى ان تقضى امتع الاوقات فى منتدانا وسعدنا ان تنضم الى منتدانا بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممدوح الطناشى
مرحبا بك عزيزى الزائر نتمنى ان تقضى امتع الاوقات فى منتدانا وسعدنا ان تنضم الى منتدانا بالتسجيل
ممدوح الطناشى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ممدوح الطناشى

اسلاميات


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مفاجأة المسلسل الفلسطينى التغريبة الفلسطينية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مدير الموقع ممدوح الطناشى


مدير

التغريبة الفلسطينية

--------------------------------------------------------------------------------

أعاد مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي أذيع يومياً خلال شهر رمضان المبارك على قناة "mbc" الفضائية الذكرى مجدداً لمأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من مدنهم وقراهم عام 1948. الشوارع في شهر رمضان كانت تخلو في مخيمات مدينة غزة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً والسبب حضور المسلسل الذي يتابعه الآلاف من لاجئي مدينة غزة من بينهم من عايش هذه الفترة ومنهم من سمع عنها عن طريق أجدادهم ومنهم من قرأ عنها في الكتب.

مسلسل التغريبة الفلسطينية صورة واقعية للحياة البسيطة التي كان يعيشها الفلسطينيون في قراهم، في حقبة الثلاثينيات ومن ثم كيف هجروا على أيدي اليهود من مدنهم وقراهم.

وتتلاقى خطوط المؤامرة وتتضح أهدافها بعد أن يتخذ اليهود من "وعد بلفور" ذريعة لقيام دولتهم، فقد أشار إعلان قيام "إسرائيل" إلى اعتراف الانتداب البريطاني على فلسطين من خلال "وعد بلفور" بحق الشعب اليهودي في تحقيق بعثه القومي على بلاده الخاصة به، كما استندوا على أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في (16 من المحرم 1367هـ: 29 من نوفمبر 1947م) مشروعًا يدعو إلى إقامة دولة يهودية على أرض "فلسطين".

كنت أجتمع مثلي مثل باقي المواطنين أنا وعائلتي نشاهد المسلسل وكان الصمت يخيم على المنزل لأننا كنا حريصين على سماع كل كلمة يقولها الممثلون ومشاهدة كل مشهد يحدث، وكانت عيوننا على شاشة التلفاز أما عقولنا فقد عادت إلى الوراء عشرات السنين وكنا نتخيل أجدادنا وآباءنا كيف كانوا يعيشون حياتهم في تلك الفترة.

جدي لم يكترث كثيراً و لم يكن مهتماً لما يحدث في المسلسل لأنه عاش الواقع المأساوي الذي يصوره المسلسل وكان شاهدا عليه، ومع انتهاء كل حلقة في المسلسل كنا نجلس معه لتبدأ الأسئلة تنهار عليه " كيف يا جدي كنتوا عايشين "، و " شو كان يصير معكم " و " كيف كنتوا تناموا في خيمة واحدة كلكم " و " من وين كنتوا تجيبوا المصاري " و " شو كنتوا تاكلوا ووين كنتوا تقضوا حاجتكم". ولعل هذه الأسئلة كانت تزعج جدي كثيراً عند سماعها لأنه لم يكن يريد العودة إلى ذكريات الماضي لأنه لا يريد أن يتحسر على أرضه التي سلبت وعلى شجره الذي حرق وعلى بيته الذي هدم، ولكنه كان مرغماً على إجابتنا حتى لا ننسى قضية اللاجئين من بعده.

ولعلنا نحن الشباب لا نحتاج كثيراً لإجابة أجدادنا لوفرة المعلومات التي نستقيها من الكتب أو الانترنت عن قضية اللاجئين وما تعرضوا له أثناء هجرتهم, لكن الغريب هو تعلق الأطفال بشدة لمتابعة المسلسل رغم وقت عرضه المتأخر بالنسبة لهم, وإنصاتهم لإجابات جدي على أسئلتنا الكثيرة.

القائد أبو صالح أو " القايد " أبو صالح كما تقال بلهجة اللاجئين يكررها الأطفال كثيراً أثناء جلوسهم مع بعضهم البعض حتى أن كثيرا منهم أصبح يتقمص شخصيته وهم يلعبون ألعابهم التي تتسم بالعسكرية مثل " عرب ويهود ", وتجاوز إعجاب الأطفال بشخصية القائد أبو صالح إلى درجة أصبح فيها الأطفال يتشاجرون مع بعضهم البعض حول من يسمي نفسه بالقائد أبو صالح ومن سيلعب دوره.

وأبو صالح الذي يقوم بدوره الممثل السوري جمال سليمان يقوم بدور القائد الذي خاض العديد من المعارك ضد الإنجليز وتبعها بعد ذلك المعارك التي خاضها ضد اليهود.



ميراث الآباء للأبناء

وفقا للعادة الفلسطينية كان الآباء ينتظرون أبناءهم الصغار حتى يبلغوا سن الرشد ليحكوا لهم عن بلادهم التي هجروا منها وماذا فعل بهم اليهود على مدار سنوات الصراع العربي الإسرائيلي وتبدأ الوصايا بالحفاظ على قضية اللاجئين، ولكن جاء مسلسل التغريبة الفلسطينية ليسرع تساؤلات الأطفال التي لا تنتهي عما حدث عن أجدادنا وآبائنا, وفي نهاية الحديث معهم والإجابة عن تساؤلاتهم يدرك الأطفال أن البيت الذي يعيشون به ليس بيتهم الحقيقي وهذه المدينة التي يسكنون بها ليست مدينتهم, فتبدأ رحلة التفكير والبحث لدى الأطفال ليعرفوا ما معني كلمة "اللاجئين" وكيف حدثت ومن كان السبب فيها وهل سيأتي اليوم الذي سيروا به بلادهم من جديد؟.

الطفل محمد عرفات "14 سنوات " أحد الأطفال المتابعين لمسلسل التغريبة الفلسطينية: " في أول يوم كنت أجلس بجانب أمي وأبي وهما يشاهدان المسلسل, ولم أكن أعرف لماذا كانا متاثرين, فتارة كنت أرى أبي يتنهد وتارة أمي تبكي, ولم يتغير هذا الحال في اليوم التالي فبدأت أتابع المسلسل معهم بدقة وكنت أسمع الممثلون يقولون "فلسطين، اللاجئين، اليهود" فأدركت أن هناك أمراً ما يتعلق بنا، وبالفعل بدأت أشاهد المسلسل كل يوم وعرفت أن ما يدور في المسلسل كان فترة من تاريخنا القديم، ولكن كنت أتساءل لماذا كانت أمي تبكي في بعض المرات ونحن نعيش في بيت نملكه، ولكن في مرة ونحن نشاهد المسلسل قالت أمي " يا حسرة علينا، لو ما تهجر آباؤنا لكنا عايشين في بلدنا "، و يتابع محمد فهمت بعض الشئ مما قالته أمي ولكن كانت هناك تساؤلات كثيرة تدور في خاطري، لماذا قالت أمي هذا الكلام وما علاقتنا بهذا المسلسل وبالفعل سألت أمي كي تجيبني فقالت لي: "روح لسيدك هو بيقلك كل شيْ ", وذهبت لجدي مسرعاً لأنني كنت متلهفا لمعرفة ما حدث ولكني وجدته نائما فرجعت لأمي فأجابتني عن تساؤلاتي ولكنها لم تشف غليلي لأنها لم تكن تمتلك المعلومات الكافية عن اللاجئين الفلسطينيين, ولكن في النهاية عرفت أنني "لاجئ فلسطيني".

الحاج أبو عمر مطر "70 عاماًً" أحد اللاجئين الفلسطينيين يقول " أنا أسمع من الناس عن هذا المسلسل والحمد لله أنا لا أقدر السهر حتى الساعة 11 لمتابعته، كما أنني لا أحب أن أشاهد مثل هذا المسلسل, فسألته لماذا ؟ فقال لي كيف أشاهد أناس يمثلون فترة أنا عايشتها، والأمر الثاني أن هذا المسلسل سيفتح جروح كبيرة داخلي وسأتذكر تلك الأيام المؤلمة، وسكت فجأة لبرهة من الوقت ثم عاود الحديث قائلاً: " المسلسل منيح كثير, الشباب يتفرجوا عليه خليهم يفهموا شو صار معنا وشو قيمة الأرض لما يفقدها الإنسان".

الشاب أحمد البلبيسي "24 عاما" يقول مسلسل التغريبة الفلسطينية من أفضل المسلسلات التي شاهدتها تصور واقع من حياة الفلسطينيين، وأنا كنت أحتاج لمن يقول لي عن اللاجئين وكون جدي توفي وأنا كنت صغير جداً فكنت أحتاج لمن يشرح لي عن قضيتي وقضية أجدادي، ولكن هذا المسلسل جاء في وقته حيث أنني لا أضيع ثانية واحدة منه وعرفت الكثير من المعلومات عن اللاجئين الفلسطينيين خلال حياتهم.



الموسيقى أحد أبطال العمل:

المخرج الفلسطيني سعيد البيطار رئيس جمعية المخرجين الفلسطينيين للسينما والتلفزيون يقول "مسلسل التغريبة الفلسطينية يأتي في وقت حرج ومرحلة حساسة للشعب الفلسطيني لحفظ ذاكرة النكبة والوطن للأجيال وحفظ النغمة الفلسطينية سواء كان في الحوار أو بالنطق أو في الموسيقي التي جسدتها "فرقة زغاريد" الفلسطينية المقيمة في سوريا ولبنان".

ويضيف البيطار: الموسيقي كانت بطل في العمل لأنها حملت التراث الفلسطيني بأمانة للأجيال ووثقت الشجن الفلسطيني سواء في التراجيديا أو الرومانسية الفلسطينية المتعلقة في عشق الأرض والوطن. وتطرق البيطار إلى المخرج الشاب حاتم علي الذي أخرج المسلسل والحاصل على العديد من الذهبيات في المهرجانات العربية وهو الذي أخرج مسلسل صلاح الدين الأيوبي ويحمل وعى وثقافة عربية ملتزمة، يقول البيطار " من هنا أتي فهم المخرج حاتم علي لموضوع التغريبة الفلسطينية والجوانب الإبداعية كانت واضحة جداً، وكأنه كان يعيش بين معاناة المخيم وعذابات اللجوء حتى ساورني الشك أن المخرج كان يسترق السمع لوالدي ووالدتي أحياناً عن هجرتهم من يافا, وهذا يعني أن المخرج امتلك أدوات إبداعية قوية وراقية جداً للفهم الفلسطيني وأتمنى أن يحذو كل مخرج عربي حريص وملتزم ينتمي لهذه الأمة العربية حذوه".

وأشاد المخرج الفلسطيني بدور الممثل السوري جمال سليمان الذي ينتمي لأسرة سورية مناضلة أباً عن جد ساهمت مساهمة كبيرة في النضال الفلسطيني قولاً وفعلاً، مشيداً بتقمصه لدور الثائر الفلسطيني القروي والمتحضر ثورياً حيث كان إحساسه وتجسيده للشخصية واضح لدرجة أنه حاضر في كل بيت فلسطيني على مدار شهر رمضان.

كما أشاد البيطار بدور الفنانة التي لعبت دور "جميلة" ومرت لعدة حلقات ثم اختفت حيث كانت تقوم بدور الفتاة الفلسطينية المظلومة نتيجة التناقضات الموجودة في الشعب الفلسطيني وعبرت عن الظلم في المجتمع الفلسطيني والذي ما زال موجوداً نحو الفتاة العربية والفتاة الفلسطينية خاصة، فدورها أبكى كل فتاة فلسطينية في غزة والضفة والشتات حول ما تعرضت له من ظلم من أهلها نتيجة لأنها تحب وتعشق.

وحول ما إذا كانت هناك بعض النقاط التي أثارت حفيظة البيطار, أضاف المخرج الفلسطيني أن مأخذا واحدا يؤخذ على المسلسل أن هناك إخفاقا في اللغة, لأن اللهجة في المدن كانت تختلف عنها في القرى, ولم تكن اللغة موفقة في لغة أهل مدينة يافا, ولكنهم أجادوا في لغة القربة ومع ذلك فان جمال المسلسل يغفر هذا المأخذ. وفيما يتعلق بالسياق العام لإخراج مسلسل عن القضية الفلسطينية " من جهة غير فلسطينية " و في ظل تغييب لغة العقول الثقافية و في الوقت الذي تحارب فيه الأمة العربية بمصطلحات الإرهاب ومعاداة السامية وفي الوقت الذي يسعى العالم فيه إلى شطب الهوية الفلسطينية وحذف كثير من المصطلحات التي ارتبطت بقضيتها مثل مصطلح اللاجئين يعتبر هذا العمل إنجازا عربيا وقوميا قد لا يفوقه أي إنجاز فني عربي يتعلق بهذه القضية.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى